كنت قد قررت كتابة هذا المقال قبل سنوات في اللحظة التي بحثت فيها عن مجال كتابة المحتوى ولم أجد شيئًا يفيدني بصفتي شخصًا كان يجهل المجال تمامًا، وآنذاك لم أكن أعرف من أين أبدأ في التعلّم وكيف، لذا كتبت هذا المقال ليكون بمثابة بوصلة توجهك لأهم النقاط والطرق التي ترشدك لتعلّم كتابة المحتوى.
ما هي كتابة المحتوى؟
المحتوى باختصار هو كل ما نشاهده أو نقرأه ونسمعه سواء كان محتوى منصات التواصل الاجتماعي إلى محتوى «البودكاست» والمواقع والمتاجر الإلكترونية...إلخ
كتابة المحتوى لها هدف تسويقي يسعى لبيع خدمات أو منتجات إلى جانب تثقيف القرّاء، وهي بالطبع تختلف عن الكتابة الإبداعية التي تستخدم أسلوبًا أدبيًا أو شعريًا كالروايات والمسرحيات
كتاب الصحافة من المطبوعات للديجتال ميديا
كيف تتعلّم كتابة المحتوى؟
قبل البدء في كتابة هذه الفقرة سألت نفسي: «لو افترضنا أن أمامنا سُلّمًا وفي نهايته كتابة المحتوى، ما أول درجة ستكون في ذلك السلم؟» وكانت حيلة جيدة تمكنت من خلالها من تحديد خطوات رتبتها بحسب الأهمية:
تعلّم الكتابة
هنا لا أقصد تعلّم الكتابة الخالية من الأخطاء الإملائية وما شابه فهذه من المسلّمات؛ لكن أتحدث عن القدرة على الكتابة بأسلوب جيد ومترابط؛ لأن بالنسبة لكاتب المحتوى مهما كان يمتلك من أفكار رائعة ليس لها قيمة إذا لم يتمكن من صياغتها وكتابتها بأسلوب جيد، وهنا ذكرت بعض النصائح التي تساهم في تحسين مهارة الكتابة.
- القراءة
هنا سأتحدث عمن يواجه صعوبة في اكتساب عادة القراءة، ولن أخبرك أن تجبر نفسك على القراءة لأنني أؤمن أن الأغلبية لن يجدي هذا نفعًا معهم ولن يستمر بالقراءة بهذه الطريقة؛ لكن أنصحك أن تبحث عن مجال تهتم به أو مواضيع تثير فضولك واقرأ عنها واختر وقت محدد من يومك وخصصه للقراءة لتكتسبها كعادة يومية.
- الكتابة
قرأت مرّة في كتاب الحكاية وما فيها لمحمد عبدالنبي وصف «عضلاتك الكتابية» أدهشني الوصف لكن أدركت فيما بعد مدى واقعيته لأن مهارة الكتابة أشبه بالعضلة تصبح أقوى بالتمارين والممارسة اليومية وتضعف بعكس ذلك.
مَارِس الكتابة الحرة يوميًا على مدار أسبوع، كل يوم لمدة ربع ساعة فقط، وخلال هذه المدة عليك إنتاج أكبر عدد ممكن من الكلمات، اهزم خشيتك من السطحية أو السذاجة، اكتب فحسب، مرِّنْ عضلاتك الكتابية حتى تدهشك عندما تبدأ العمل على مادتك الحقيقية
الحكاية وما فيها
قد لا تكون الكتابة اليومية بتلك الصعوبة التي تتصورها لو تجرب الكتابة عن مشاعرك وأفكارك أو عن أي من المواضيع التي تثيراهتمامك، ستلاحظ بمرور الوقت أن الكتابة بدأت تصبح جزءًا من يومك، وبرأيي نصف حل مشكلة ضعف مهارة الكتابة لدى أي شخص مرتبط بمدى إدراكه أن تعلّم الكتابة وإتقانها يعتمد بشكل كبيرعلى كثرة ممارستها ولا يوجد حلول سحرية لذلك.
التسويق بالمحتوى
لا يمكن أن نتحدث عن كتابة المحتوى دون أن نذكر التسويق بالمحتوى، لأن أغلب العملاء من شركات أو أفراد هدفهم من المحتوى هو التسويق لعلامتهم التجارية أو مشاريعهم من خلال المحتوى
- ما هو التسويق بالمحتوى؟
وفق موقع نيل باتيل (NEIL PATEL) التسويق بالمحتوى هو محتوى يتم إنشاؤه ومشاركته لغرض تجاري محدد، وللوصول إلى الجمهور المستهدف لزيادة الوعي بالعلامة التجارية، أو التأثير على الأشخاص لشراء المنتجات.
وهناك أنواع متعددة من التسويق بالمحتوى منها التسويق بالمحتوى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال المدونات أو الكتب الإلكترونية والفيديوهات وغيرها.
الاطلاع وطرح الأسئلة
الاطلاع جزء لا يتجزأ من إتقان مهارة كتابة المحتوى حتى لو تعلمت أساسياتها فلا بد لك من الاطلاع لتتمكن من تحسين مهارتك بشكل مستمر، وهنا أود أن أذكر نقطة مهمة والتي أرى أن الاطّلاع لن يحقق لك الفائدة إلا بتطبيقها، وهي «طـرح الأسئـلة» بمعنى عندما يصادفك محتوى ما أو تبحث عنه بنفسك، اطرح على نفسك بعض الأسئلة مثل:
- «ما الذي أعجبك ولم يعجبك في المحتوى؟ ولماذا؟»
- «لو طُلب منك إعادة صياغة هذا المحتوى ماذا كنت ستكتب؟»
- «هل المحتوى يجذب انتباه القارئ أو المتلقي؟»
وغيرها من الأسئلة التي تكسبك دقة الملاحظة وتحث على المزيد من التفكير والقدرة على تحديد نقاط القوة والضعف في أي قطعـة محتوى تواجهك ومثل هذه المهارات مهمــة في تحسين وصقل مهارة كتابة المحتوى.
كيف تبدأ بصفتك كاتب محتوى «فريلانسر»؟
قد تشعر في بداية نشرك على حسابك كما لو كنت تُحدث نفسك ولا أحد يهتم بما تقدمه وغيرها من المشاعر والأفكار التي تحاول أن تثبت لك بأنه لا أهمية لما تنشره لكن تجاهل هذا كله واستمــر، وهنا اخترت منصة X «تويتر» بحكم تجربتي مع هذه المنصة، والآن إليك الخطوات:
- اختر صورة جيدة لحسابك سواءً صورتك الشخصية أو أي صورة أخرى تناسب مجالك.
- اكتب في «البايو» تعريف مختصرعن مجالك وما الذي تقدمه.
- شارك معرفتك:
أفضل طريقة تشارك بها المعرفة إذا لم تكن تمتلك خبرة أو تجارب هي مشاركة ما تتعلمه أو تقرأه عن مجالك بشرط أن تكتبه بأسلوبك لا أن يكون مجرد نسخ للمعلومة.
- تفاعل مع الآخرين.
مصادر تساعدك في تعلّم مهارة كتابة المحتوى وإتقانها
أعلم أن مصادر التعلّم متعددة ومتنوعة مما قد يصيبك بالحيرة والتشتت، لذا فضلت أن أضيــف المصادر بناءا على ما جربته وتعلمت منه ولا زلت أتعلّم ووجدت فيها الفائدة الحقيقية:
- مجتمع رديف الرقميّ
مجتمع رديف الرقمي يمهّد طريق تعلّم كتابة المحتوى من خلال تقديم نقد بنّاء لنصوص المشترك في المجتمع وتحديد نقاط الضعف والقوة لديه بالإضافة إلى ذلك يُعلّم كيفية كتابة أنواع متعددة من المحتوى مثل (المقالات، الملفات التعريفية، صفحات الهبوط…إلخ) وغيرها من المهارات المهمة والمطلوبة في مجال كتابة المحتوى.
- منصة إدراك
هي منصة تقدم العديد من البرامج التدريبية في مجالات متنوعة ومن بينها كتابة المحتوى وإحدى تلك البرامج دورة في السرد القصصي الرقميّ وكذلك دورة أساسيات المحتوى الرقمي وكتابته وبرامج أخرى متعلقة بمجال كتابة المحتوى
وأخيرًا لا بد أن تدرك أنك إذا لم تكن مستعدًا لبذل الجهد والوقت لتعلّم مهارة كتابة المحتوى وتتقنها يؤسفني أن أخبرك أنها لن تفيدك الدورات ولا الكتيبات ولا النصائح مهما كانت مفيدة وقيمة.