عام ٢٠٢١ كان القشة التي قصمت ظهرَ كل شيء حمّلته ما لا يطيق، لذا كان لا بد من اتخاذ قرارات جديدة والبدء برحلة التغيير والمحاولة بطريقة مختلفة -الأمر ليس بتلك السهولة التي تقرأها لكن أؤمن بأن الأيام السيئة رسالة تنبهنا لشيء نجهله بأنفسنا أو تجاهلناه لفترة طويلة- وكانت إحدى تلك القرارات خوض تجربة العمل الحُر وتحديدًا مجال كتابة المحتوى والآن وبعد عام من تجربتي للعمل الحُر أقدم لك بعضًا من النصائح التي أتمنى أن تضيف لك، إذ أنني كتبتها بناءً على تجربتي ورأيي الشخصي وبما أؤمن به.
إليك 7 نصائح خذ ما تيسر لك منها:
- النقد البنّاء يحسّن من كتابتك:
سابقاً كنت أظن أن الممارسة كفيلة بأن تصقل مهارتك لكن الآن أرى بأنها لا تكفِ لوحدها ما لم تطلب من مختص بأن ينقد كتابتك نقد بناء -النقد البنّاء يختلف عن الرأي الشخصي الذي غالباً لا يفيد - ليتسنى لك تحسين مهارتك بشكل مستمر ومعرفة نقاط ضعفك وتحويلها لنقاط قوة إن أمكن لك ذلك، وبالنسبة لي أنصحك بالاشتراك في رديف حيث ستجد هذا وأكثر من ذلك.
- التعليم الذاتي:
لو نظرت بتمعن لكل شخص خبير بمجاله ستلاحظ أن أحد الأسباب لوصوله لهذا المستوى من الخبرة هو التعلّم الذاتي وبحثه عن المعلومات والممارسة المستمرة لما يتعلّمه، البعض يرغب من الآخرين أن يتولوا مهمة تعليمه من غير أن يبذل أي مجهود يذكر!، وهذا أمر مستحيل حتى تكتسب العديد من المهارات أو تصقل ما لديك من مهارات أنت بحاجة أولاً أن تعتمد بنسبة كبيرة على نفسك بالتعليم.
- لا تأخذك المسميات بعيداً عن جوهر المعرفة الحقيقية:
تجد من يصف نفسه في مواقع التواصل الاجتماعي عامةً وتويتر خاصة بأنه خبير بمجاله ويكون بالفعل خبيراً ومحترف بل وأكثر من ذلك لكن ما تعلّمته أن هناك من يصف نفسه بما ليس فيه وهذا ربما يكون جهلًا منه بالمجال أو فهم خاطئ للتسويق! لذا لا تثق كثيرًا بالأوصاف والمسميات واجعل تركيزك على جودة المحتوى الذي يقدمه.
- كن واضحاً بشأن ما لا تريده:
أولًا الوضوح صفة جيدة بشكل عام واحرص ألا تتجنب ذلك لأي سبب كان، لذا لا تتردد بأن ترفض ما لا تريده بشكل لطيف؛ لأن هناك من يستغل عدم قدرة البعض على قول "لا" ليغرقه بسيل من الطلبات!
شخصياً مررت بتجربة عمل عن بعد سيئة مع جهة ما، وخرجت من تلك التجربة بأقل الأضرار لأنني كنت واضحة في بداية اتفاق العمل بشأن ما لا أريده وصرحت برفضي لبعض الشروط، وأدركت فيما بعد أن توضيح ما لا أرغب به من البداية اختصر عليّ الكثير من الوقت والجهد.
- تويتر ليس مصدراً للتعلّم:
أتعجب ممن يعامل "ثريدات" تويتر كأنها نتيجة بحثٍ علميّ لعدد من العلماء!-طبعاً تعمدت المبالغة وإلا إن شاء الله أنه لم يصل البعض لهذه الدرجة😑- تويتر أغلب ما فيه إذا لم يكن كله اجتهادات شخصية لذا حاول أن تبحث لتتأكد من المعلومة ولا تعتمد عليه أو سينتهي بك الأمر بالمعرفة السطحية في كل شيء واللاشيء من المعرفة العميقة.
- لا تخجل من المطالبة بحقوقك المالية:
المال من الدوافع التي تعينك على الاستمرار في العمل الحُر وإن كنت ستتردد أو تخجل في كل مرة للمطالبة بحصيلة تعبك ومجهودك من الطبيعي أن تشعر بالإحباط، وكونك اكتسبت مهارةً ما وبذلت جهدك ووقتك ومالك حتى تمكنت منها وأصبحت تعمل بسهولة وبجودةٍ عالية احذر أن تظن بأنك لا تستحق مبلغاً جيداً مقابل ذلك!
- ابتعد عن ضجيج النصائح واصغِ لقلبك:
هذه النصيحة عامة ولا تتعلق فقط بمجال العمل الحُر، الوقت الذي تشعر فيه بأنك تائه على الرغم من وجود الناصحين لك ووفرة النصائح حاول أن تبتعد قليلاً عن هذا الضجيج واصغِ لما تريده وتشعر بأنه الأنسب لك ليتضح الطريق الذي يطمئن له قلبك وتجد به ما تريد.
ختاماً نصائح الآخرين وحصيلة تجاربهم ليست لِزاماً عليك الأخذ بها، بل خذ ما يناسبك ويتناسب مع وضعك وظروفك واترك ما لا تتفق معه ولا ترَ أنك ستنتفع منه ومن بين ذلك ما كتبته في هذا المقال.
دُمْتَ عَقْلاً مُسْتَنِيراً..